رئيس التحرير / طارق أحمد المصطفى

كل الألعاب

الحقيقة مجردة
2024-04-19

انت كوز ..!! 

انت كوز ..!! 

منذ 3 سنوات

عين الإعتبار

إدريس كسلاوي

* كنت شاهدا علي انطلاقة الثورة المصرية مطلع عام 2011 ابان ازاحة حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك والتي بداءت شرارتها باحتجاجات اكثر من عادية ضد القمع والممارسات الغير إنسانية التي أخذت تمارسها الشرطة المصرية تجاه المواطن .. وذلك تزامنا مع اعياد الشرطة في الخامس والعشرين من يناير .. ولكن سرعان ما تحول المسار وامتدت وتوسعت الاحتجاجات الي ثورة الربيع العربي من اجل تغيير النظام بأكمله ..وبالفعل إرادة الشعب اسهمت الي احداث التغيير من جراء الضغوط الداخلية والخارجية التي تعرض لها الرئيس مبارك والمطالبة بالتنحي عن منصبه .. 
* رغم التغيير الذي حدث علي الخارطة السياسية في مصر الا أن باقي القطاعات والمجالات الأخري كانت اكثرا استقرارا وبالاخص في مجال الرياضة حيث ظل الوضع كما هو الان .. حيث لم يتأثر بشئ من العداءات او اتهامات المتبادلة بين أفراد الوسط الرياضي وذلك قناعة بأن العمل في المجال الرياضي في المقام الأول هو عمل طوعي ونشاط اهلي تحكمه قيم واعراف وقوانين دولية ...وليس له ادني ارتباط بالعمل السياسي وان كان الاخير يتقرب اليه من اجل اجندة واهداف معينة متعلقه بالحشد  ..
* ظللنا نراقب عن كثب حجم الاستقرار الرياضي الذي ظلت تعيشه مصر في أعقاب رحيل نظام الرئيس السابق حسني مبارك .. واخذت الامور تسير علي ما يرام الي يومنا هذا دون ان نتلمس احتجاجات تطال القيادات او افراد المؤسسات الرياضية أو المطالبة بحل الاتحادات او اللجنة الأولمبية بحجة شماعة الانتماءات سياسية ..
* بلا شك أن هذا الموقف يعكس مدي تفهم ووعي البعض لدور الرياضة والمهام المؤكلة اليها تجاه المجتمع بعيدا عن تأثيرها في المشهد السياسي ..بدليل ان رئيس نادي الزمالك المصري الاسبق المستشار مرتضي منصور كان من ضمن المتهمين بالمشاركة في حادثة موقعه الجمل الشهيرة بحكم قربه من الرئيس السابق حسني مبارك ..
* ولكن المستشار مرتضي منصور ظل في منصبه رئيسا لنادي الزمالك المصري منذ ذلك الوقت الي فترة قريبه دون اي نسمع عن المطالبة بحل مجلسه او اتهام من هذا القبيل ...
* اردت ان اسرد هذه المقدمة من اجل المقارنة وان نستلهم العبر من ثورة الشقيقة مصر .. وان ننظر لواقع حال المشهد الرياضي في بلادنا الحبيبة التي تحتضر الان بسبب اتهامات واحيانا تكون خصما علينا في زعزعة الاستقرار في كثير من مناحي الحياة .... 
* ونحن بتصرفاتنا ندفع ثمن افرزاتها نحو التخلف إلي الوراء ...بدلا عن ان نفكر بجديه وواقعية في احداث التغيير بالرياضة عبر وضع رؤي وبرامج هادفة .. وحلول لمعالجة السلبيات في العهد السابق ...وءا اردنا ان ننشد التغيير ومن الأولي يجب ان نبدا حلقة التغيير من انفسنا اولا قبل ان نتطلع ونحلم في تغيير الاخرين ..
* بكل تاكيد الوسط الرياضي وهو الاخر إصيب بجلطة دماغية بسبب اسطوانة ( انت كوز ) حيث ظللنا نتابع خلال الآونة الأخيرة مسيرات الاحتجاج وشلالات من الاتهامات الموجهة إلى بعض المؤسسات الرياضية بالانتماء إلى حزب المؤتمر الوطني المحلول دون ان نتحسس العواقب الوخيمه في التأثير علي النشاط الرياضي ..ونستشهد من ذلك بالوضع القائم الذي يجلس عليه اتحاد العاب القوى الان ..
* كثير من تصفية الحسابات داخل الوسط الرياضي تحولت إلي اتهامات حزبية وسياسية بين الأفراد ...
* كان يجب علي البعض الذين يمضون بهذا الدرب الاتعاظ بتجربة وزيرة الشباب والرياضة السابقة ولاء البوشي التي اهدرت وقتها دون انجازات تحسب لها ...وفشلت واخفقت في اثبات جدارتها بسبب مزاعمها واجندتها السياسية في محاربة افراد داخل الاتحادات الرياضية بحجة الانتماء السياسي .. 
* احسب ان الازمة التي تمر بها الرياضة السودانية عموما هي اعمق في ان تنحصر في اشخاص بعينها ... ولكن للاسف بصيرة وعاطفة هؤلاء جعلتهم ينحرفون وراء هذا الاتجاه من اجل تصفية حسابات شخصية .. 
*وبالتالي يعلم الجميع ان هناك دروب وطرق مثالية لممارسة الديمقراطية تستطيع من خلالها ان تحدث تغييرا في الاتحادات الرياضية في هدؤ وبصمت بعيدا عن الحجج ... وعمر التغيير في الرياضة لا ياتي بالاحتجاجات والشعارات الرنانة.. واحيانا المصلحة الخاصة تغلب علي المصلحة العامة وتلعب دورا وتاثيرا كبيرا في هذا الحراك المصطنع ..
* يجب علينا الاحتكام الي صوت العقل والحكمة والنظرة بعمق حول مستقبل الرياضة .. والكف عن الصراعات والخلافات التي لا تقدم ولا تفيد ...بل نسعي ونجتهد في كيفية خلق بئية صالحة تسهم في النهوض بالأنشطة الرياضية ...
* واذا مضينا بهذا المنهج بالتاكيد سوف نفشل في احداث التغيير الذي نحلم به ...وسنظل في دوامه علما بان الاشخاص ذاهبون وتبقي القيم الفاضلة والبرامج والخطط هي السمات الابرز .. 
* دعونا نحمي المجتمع الرياضي من أى تلوث سياسي وننبذ المحاولات التي تؤدي إلي شق الصف الرياضي ..ونخشي ان يتحول وينتقل إلي مجتمعنا الرياضي خبايا ودسايس العمل السياسي ويجب ان نغلق هذا الباب وان نفتح صفحة جديدة بتضافر الجهود من اجل ان نبني مستقبل زاهر للرياضة السودانية ونتجاوز التحديات والمعوقات التي تواجه الرياضة 

شارك الموضوع
التعليقات
  • ﻻ توجد تعليقات حاليا

آخر الأخبار

أحدث الأعمدة الصحفية

الأكثر قراءة