رئيس التحرير / طارق أحمد المصطفى

كل الألعاب

الحقيقة مجردة
2024-04-24

المرأة الحديدية ..

المرأة الحديدية ..

منذ سنتين

كلام في الممنوع

طارق احمد المصطفى

في سنواتنا الأولى في بلاط صاحبة الجلالة يسر الله لنا أن نكون أحد الشهود على معاناة كرة القدم النسائية التي بدأت تتلمس خطاها بصورة جادة في النصف الأول من بداية ( الألفينات ) وبالتحديد في العام 2005 حيث كانت تصنف في حقبة الإنقاذ الغابرة أنها ( رجس من عمل الشيطان ) وكتب لنا أن نكون شهودا على ( عكة ) بروفسيور كمال شداد مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني بسبب قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية التي حضرت للسودان لعمل تقرير عن كرة القدم النسائية ، كنا شهودا على كيف كانت ترتدي لاعبة  كرة القدم  زي أقرب الى ( الجوال ) ومعه ( طرحة ) لتغطية الرأس حتى لا تظهر مفاتنها وذلك بأمر السلطات التي كانت تتاجر بالدين إضافة الى أن اللاعبات بحسب المسؤولين عن النشاط  آنذاك كانوا يتنقلن في الملاعب مابين بحري وحي المطار  بحثا عن الملاعب المغلقة التي  يحرم على الرجال دخولها وعانت لجنة كرة القدم النسائية في ذلك الوقت بإتحاد كرة القدم النسائية برئاسة رودلف أندرية ما عانت لتسير هذا النشاط الذي يعتبر من مطلوبات الفيفا خاصة المعضلة الكبرى وهي تقبل مجتمعنا المحافظ فكرة ممارسة المرأة لكرة القدم ، بتوفيق من المولى عز وجل أولا ثم بفضل الأستاذة ميرفت حسين الصادق عضو إتحاد كرة القدم السوداني ورئيس لجنة كرة القدم النسائية  إستطاعت ومعاونيها ومن خلفهم الإتحاد العام  وفي فترة وجيزة وضع أسس متينة لهذا النشاط حيث  إنقلب الوضع الآن رأسا على عقب وأصبح الحلم حقيقة والمستحيل ممكن فقد أصبح لدينا دوري للسيدات أقل ما يوصف أنه  دوري محترم أكمل  موسمه الثاني بنجاح كبير وهناك أندية مسجلة في الخرطوم وإنتشر النشاط في الولايات وأصبح للدوري رواد ومعجبين ومتابعين من الجنسين من كل فئات المجتمع  كما أنه وجد إهتمام إعلامي منقطع النظير في كل أجهزة الإعلام و ( السوشال ميديا ) وتصدرت أخبار نجماته وصورهن الصحف ، إستطاعت ميرفت وبفضل حنكتها  الإدارية المتميزة أن توفر الدعم بالمليارات لدوري السيدات حتى الأندية نالت حظها من الدعم الملياري و ( الدولار الحار ) وتكفلت اللجنة بقيمة الترحيل للأندية بجانب السكن والإعاشة والآن دوري السيدات ورغم أنه في موسمه الثاني إلا أنه يستعد الى النقلة الكبرى وهي مشاركة كنداكات السودان في المنافسات الخارجية حيث تم إختيار عناصر لمنتخب السيدات إستطاعت ميرفت أن توفر له جهاز فني عالي المستوى بقيادة الخبير فاروق جبرة ومعسكر إعدادي في أفخم الفنادق  لمدة عشرة أيام  بكلفة ( 4 ) مليار  ضم ( 37 ) لاعبة إضافة للجهاز الإداري والفني والطبي  وربما كانت هناك  ترتيبات لمعسكر خارجي ومباريات إعدادية خارجية قبل إنطلاق البطولة العربية بالقاهرة في أغسطس والحقيقة التي يجب أن تقال هي ان دوري و منتخب سيدات كرة القدم  يجد نفس الإهتمام الذي يجده دوري و منتخب الرجال ، لعل أهم ما قامت به أستاذة ميرفت هو القتال المستميت حتى أصبح لمنتخب السيدات كينونة وشخصية وصار  له وضعه المقنن  في الإتحاد العام بعد أن  أصبحت لجنة كرة القدم للسيدات بالإتحاد هي التي تشرف عليه ، كل هذا النجاح الذي حققته الأستاذة ميرفت لم يأتي من فراغ ولكنه جاء نتيجة  لطموحها  الكبير في التطور ووضع بصمتها على الرياضة السودانية أيضا جاء  نتاج لخبرات تراكمية في مجال العمل الإعلامي الذي بدأته بتحرير صفحة تهتم بالشؤون الصحية في صحيفة الرأي العام ثم التحول الى الإعلام الرياضي وبرنامج ( البحث عن هدف ) عالي المشاهدة  بقناة النيل الأزرق الذي ظل حتى يومنا هذا يتربع  ضمن أهم البرامج في خارطة برامج القناة ، وواصلت الأستاذة ميرفت رحلة التميز  في تقديم الاستديوهات التحليلية للدوري الممتاز عندما كانت تحتكر قنوات الـ ART بثه إضافة للمباريات الأفريقية وهي على ما أعتقد أول سيدة تنال هذا الشرف وإستمرت رحلة نجاح الأستاذة ميرفت بإختيارها مراقبا لبعض المباريات الأفريقية ورئاسة بعثة المريخ الأخيرة الى القاهرة وهو ما يحدث لأول مرة ، ولأن الكمال للمولى عز وجل  وحده فإن دوري كرة القدم  للسيدات لا يخلو من وجود سلبيات لكنها غير مؤثرة قياسا بعمر المنافسة والمجهود الكبير الذي بذل حتى أصابت النجاح المنشود .

شارك الموضوع
التعليقات
  • ﻻ توجد تعليقات حاليا

آخر الأخبار

أحدث الأعمدة الصحفية

الأكثر قراءة