رئيس التحرير / طارق أحمد المصطفى

كل الألعاب

الحقيقة مجردة
2024-11-26

د. نجم الدين المرضي يكتب ..السيدة حنان حاكم وكاريزما الوزير ..

د. نجم الدين المرضي يكتب ..السيدة حنان حاكم وكاريزما الوزير ..

منذ سنة

أخبار محلية

مدير الموقع

لكل وزير كاريزما هي مفتاح نجاحه وقد تكون سبب فشله. . فالوزير قد ينجح بسبب قدرته على إعمال المؤسسية في قراراته ، ووضوح رؤية الوزارة ورسالتها في  ذهنه. وفي هذه الحالة يجب أن يكون ملما بفلسفة المجتمع الذي يعمل فيه ، ويفهم تصرف كل فرد فيه من حيث الدوافع والرغبات والميول، دون أن يسمح لتلك النزعات أن تؤثر سلبا على رؤية ورسالة الوزارة ، بل يجب عليه أن يغتنم أي فرصة للاستفادة منها إيجابا. وكاريزما الوزير  تتجلى في ابهى صورها في قدرته على توظيف الموارد البشرية التي تعمل معه لتحقيق أهداف الوزارة.
 أما أهم اسباب فشل الوزير فتتمثل في جهله بكيفية تحقيق رؤية الوزارة ورسالتها،  لذلك تجده يسعى للاستعانة بأشخاص هم من يصورون له أنهم يسعون لنجاحه دون أن يعرف صليحو من عدوه. أكبر معوق لنجاح الوزير تنازع السلطات بين الدولة والوزارة والاتحادات الرياضية . فالدولة تعتبر ان الرياضة نشاط اجتماعي وللجميع الحق في تجييرها لصالح الجهة التي ينتمي إليها بغض النظر عن رؤية الوزارة ورسالتها،  لذلك يوجه السياسيون رسائل تدعم مواقفهم دون علم الوزارة ومن أمثلة ذلك : أيلولة المدينة الرياضية لرئاسة الجمهورية او محاولة أيلولتها لاتحاد الكرة ، وفي الحالتين وزارة المالية هي من يدفع فلماذا لا تدفع عبر وزارة الشباب والرياضة؟  توزيع المعدات الرياضية او كروت كأس العالم. تشييد بنيات تحتية للشباب والرياضة بعيدا عن رؤية الوزارة. 
في اغلب الأحيان تلجأ الدولة ( في السودان طبعا) وفي أعلى مستوياتها إلى تكليف افراد أو جهات تعتقد انها الأكثر معرفة وإلماما بقضايا الرياضة وكيفية تطويرها ، وتفرض على الوزارة القبول بتلك المعالجات ، وحينما يقع الفأس في الرأس ويظهر فشل تلك المعالجات ترمي الدولة ومن قبلها المجتمع باللوم على الوزير والوزارة مع ان الحلول جاءت معلبة من جهات تدعي المعرفة وهي أكثر جهلا بكيفية حلها. ولغياب المؤسسية في الدولة السودانية وخاصة في مجال الرياضة فإن نجاح الوزير رهين برضا أصحاب المصالح وهم من يصور لقيادة الدولة قدرة زيد او عبيد على النجاح لأنه يمتلك مقومات ذلك وإن كانت من وجهة نظرهم وحسب مصالحهم ، ويلعب الإعلام هنا الدور الكبير في تلميع وتقديم من يعتقدون بقدرته على إدارة الوزارة دون تقديم أي معايير موضوعية لذلك الحكم.
وكثيرا ما نسمع بأن الاولى برئاسة الوزارة زيد او عبيد لمجرد أنه كان لاعبا مميزا في كرة القدم أو كتب رأيا في مشكلة ما بطريقة تعجب البعض لانهم يعتقدون انها الحل ( في الغالب يتكلم أحدهم بان حل مشكلة كرة القدم السودانية في الاهتمام بالبنية التحتية والناشئين والدعم من الدولة ) مع ان هذه بديهيات ولكن يجب أن تنجز وفق رؤية واضحة ورسالة محددة للوزارة والهيئات الشبابية و الرياضية لا وفق أهواء ورغبات وطموحات البعض. إن نتائج فرقنا الرياضية ومؤسساتنا الشبابية خلال قرن من الزمان هي نتاج طبيعي لغياب الرؤية التي يطمح كل السودانيين في ان تحقق لهم أحلامهم باعتلاء ابطالهم منصات التتويج أو استيعاب الشباب في نشاط لمواجهة التحديات التي تستهدفه.ولعل اكبر عامل في استمرار حالة التوهان والتردي التي تعيشها فرقنا الرياضية ومؤسساتنا الشبابية هو التغييب المتعمد لوزارة الشباب والرياضة وإحلال مؤسسات أخرى مكانها.لذلك يجب أولا أن تتغير فلسفة الدولة تجاه الشباب والرياضة بعيدا عن فقه احتكار المعرفة الذي يمارسه البعض لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وأخيرا :
فإن إقالة أو استقالة الوزير حنان حاكم هو جزء من مسلسل لن تنتهي حلقاته إلا إذا عقدنا العزم على تجاوز كل سلبيات الماضي بشجاعة ونزاهة وإنكار لذات حظ النفس ، وان تعلو مصلحة الوطن فوق مصالح الجميع. ومصلحة الوطن تقتضي أن نعيد النظر في ممارستنا لإدارة الشباب والرياضة بأفراد من خارج هذا المجتمع ولهم علم ومعرفة بكيفية تطويره بما يحقق احلام كل الشعب السوداني ويقطع الطريق أمام كل صاحب مصلحة خاصة.
# إعادة _ هيكلة _ منظومة_ الرياضة_ السودانية_ هو_ الحل .
د. نجم الدين المرضي 
الوكيل السابق لوزارة الشباب والرياضة.

شارك الموضوع
التعليقات
  • ﻻ توجد تعليقات حاليا

آخر الأخبار

أحدث الأعمدة الصحفية

الأكثر قراءة