لعل الكثيرون من عامة الناس لا يعرفون كيف بدأت الدورة المدرسية ومن الذي فكر فيها والأبطال الحقيقيون الذين قامت على أكتافهم هذه الدورة. يقول السباح المعروف سلطان كيجاب أحد المعاصرين و المؤسسين للدورة المدرسية ..ترجع وقائع هذه الدورة لعام 1974م عندما عُدت من كندا بعد أن شاركت في بطولات السباحة العالمية، وكانت الرياضة في تلك الفترة في حالة ركوض، ويومها طلب مني الصحفي ميرغني أبوشنب ونحن عابرون كوبري النيل الأبيض إلى منزله بأمبدة وقال لي يا كيجاب ما تعمل ليك حدث وضجة رياضية، فقلت له ماذا أفعل فقال لي أسبح من الشجرة حتى التلفزيون، فضحكت وقلت له ما تخليها من جبل أولياء حتى التلفزيون عشان أعمل ليك ضجة عالمية، فقال لي لو حدث هذا سيكون حديث الناس. وفعلاً خططنا لسباق جبل أولياء وأعلناه من خلال القسم الرياضي لجريدة الأيام، ويومها أعلن السباحون التحدي ضدي وقبلت التحدي، وظللنا ثلاثة أشهر نسبح على صفحات جريدة الأيام ولفتنا نظر الناس لهذا السباق الذي كان فاتحة الرياضة عامة ويومها فزت بالسباق، وتمشياً مع هذا الحدث كانت كل من الأيام والصحافة تطبع 60 ألف نسخة وقد اجتمعت إدارة جريدة الأيام وأعلنوا رفع الطبعة إلى 120 ألفاً لمواكبة هذا الحدث، وفي اليوم الثاني كانت الأيام تباع في السوق السوداء وظلت الأيام على هذا النمط حتى انتهت ثورة مايو، ثم خططنا أيضاً أنا وأبوشنب والصحفي الكبير كمال طه لسباق الدراجات من الحصاحيصا حتى الخرطوم، وشارك فيه ألف متسابق وعمل ضجة كبيرة في الوسط الرياضي ثم قلت للأخ ميرغني أبوشنب وكمال طه لماذا لا نعمل سباق مراثون للجري من جبل أولياء حتى الخرطوم لتكون الأيام قد نظمت بطولة براً وبحراً، ونجح هذا السباق وشارك فيه كل الأبطال العدائيون، وأضاف نصراً جديد للقسم الرياضي بجريدة الأيام ولم نقف عند ذلك فأعلنا عن سباق للسباحة في محافظة الجزيرة من أم سنط وحتى ودمدني مسافة 30 كيلو، وأيضاً فزت به واكتسب القسم الرياضي مكانة ودعاية بصفته مفجر كل هذه البطولات، وبعد كل هذه النجاحات التي حققها القسم الرياضي تحدثت مع الأخ ميرغني أبوشنب وكمال طه وقلت لهما أنا شاهدت في كندا أن وزارة التربية والتعليم تنظم بطولة للمدارس في ولاية كويبك الكندية وكنت مشتركاً في تنظيم هذه البطولات الخاصة بسباقات السباحة، وهذه البطولة تشمل كل الألعاب ورصدت لها جوائز واحتفالات للفرق الفائزة تشهده حكومة الولاية، وأنا أقترح أن ننظم دورة للطلاب بهذا الشكل ومعي ملف كامل لدورات كندا، وبعد مشاورات وجذب ورد، وبعد دراسة الملف وافق القسم الرياضي بجريدة الأيام بتنظم دورة بطولة المدارس إلى جانب سباق للنساء من الخرطوم بحري وحتى مبنى التلفزيون، كذلك سباق للرجال العجائز فيما بعد، وبينما نحن نستعد لإعلان بطولة دورة المدارس، حدث ما لم يكن في الحسبان، تلقت جريدة الأيام خطاباً من السيد بدر الدين سليمان رئيس مجلس إدارة الأيام بإيقاف القسم الرياضي من القيام بأي سباقات، وقد أصبنا بصدمة وانتهت كل طموحاتنا وظللنا نبحث عن السبب بعد كل الذي قمنا به وما هي الأسباب التي بموجبها تم منع القسم الرياضي من إقامة السباقات، واضح أن السبب أن جريدة الأيام كانت قد وجهت الدعوة للسيد عمر الحاج موسى وزير الثقافة والشباب والرياضة لاستقبال المتسابقين وتقديم الكؤوس والهدايا، ولم تقدم الأيام الدعوة للسيد بدرالدين سليمان بصفته رئيس مجلس إدارة الأيام والرجل الثالث للاتحاد الاشتراكي، الأمر الذي أغضبه، وبعد أسبوع من هذا القرار ذهبت مع السيد إبراهيم عبد القيوم رئيس تحرير جريدة الأيام لتناول وجبة الغداء بفندق الواحة، وبالصدفة كان يجلس السيد أحمد عبد الرحمن الشيخ رئيس نادي الهلال والصحفي الكبير حسن مختار، وعندما شاهدانا طلبا منا الجلوس على طاولتهما لنتناول الغداء سوياً، وأثناء الحديث قال لي الصحفي حسن مختار كلمة لا زلت أذكرها جيداً والتي قلبت الموازين عندما قال لي يا كيجاب انت وكت الله أداك الجنحين كل يوم طائر كندا وأمريكيا وتلقط تجيب كل حاجة أديتها الأيام ياخي الصحافة دي ما تديها حاجة، مع أبوشنب وكمال طه عملتوا حاجات جميلة ونحن في الصحافة حاولنا أن نجاري الأيام وأقمنا دورة ملاكمة ولكنها لم تكن على قدر طموحنا، والسيد محمد الحسن أحمد رئيس تحرير الصحافة زعلان شديد وقال لنا الأيام الساعة السابعة صباحاً تخلص من الأكشاك والصحافة بايرة بالرغم من أن الأيام تطبع 120 ألفاً والصحافة 60 ألفاً وانتو يا ناس القسم الرياضي نايمين وما شايفين شغلكم، القسم الرياض…